المصطفاوية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المصطفاوية

المصطفاوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المصطفاوية


    الأدب الشفاهي الكُردي: البحث عن الهوية المفقودة

    ‡ĄßăŠĩ₪KING‡
    ‡ĄßăŠĩ₪KING‡
    المديرون
    المديرون

    عدد المساهمات : 102
    نقاط : 5512
    تاريخ التسجيل : 14/01/2010
    العمر : 30
    17012011

    عادي الأدب الشفاهي الكُردي: البحث عن الهوية المفقودة

    مُساهمة من طرف ‡ĄßăŠĩ₪KING‡

    صدر عن منشوراتالاكاديمية الكُردية في اربيل الجزء الثاني من كتاب الباحث الكُردي علي الجزيري بعنوان الأدب الشفاهي الكُردي (دراسة). متمما للجزء الأول من الكتاب الذي أصدرته رابطة كاوا للثقافة الكُردية قبل أعوام.
     الأدب الشفاهي الكُردي: البحث عن الهوية المفقودة Avatar514_7
    يتألف الكتاب بالاضافة إلى الاهداء منخمسة فصول أساسية تتمحور بمجملها حول موضوعة الأدب الشفاهي الكُردي بمختلف جوانبهاوهي على التوالي: - لماذا الأدب الشفاهي الكُردي مرة أخرى؟"مقدمة نظرية"- الحكايةالخرافية الكُردية (حكاية سليمان زندى انموذجاً)-الخوارق في الحكاية الخرافيةالكُردية-حكاية الحيوان- ملامح الكوميديا في الأدب الشفاهي الكُردي(السخريةانموذجاً)-الأدب الشفاهي الكُردي(التنكيت انموذجاً)-البعد التراجيدي في الغناءالكُردي(البكائيات أوالمراثي انموذجاً)- الظواهر المسرحية في الأدب الشفاهي الكُرديالدلالة السوسيولوجية لأدعية الكرد(التلاسن انموذجاً)- شذرات من الأدب الشفاهيالكُردي في التختين-البعد الاجتماعي في رائعة الكرد(بائع السلال)-بدلا منالخاتمة.

    الأدب الشفاهي الكُرديقال رسول حمزاتوف ذات مرة: من ُيطلقنيران مسدسه على الماضي، يطلق المستقبل عليه نيران مدافعه. بعيدا عن الأحكامالمسبقة، العودة للماضي-للتراث تحديدا- هامة ولاغنى عنها في سبيل الوصول إلى مستقبلغني ومشرق. وهذه العودة لا تعني بشكل من الأشكال تقديسا للماضي وأمجاده أو تقليلالشأن الحاضر والمستقبل، على العكس من ذلك فهي إرواء للجذور ونضرة ونضارة للأغصانالمتعالية. وكما أن لكل شخص تاريخه وماضيه وحاضره ومستقبله فما بال الشعوب إذا مااهملت ماضيها-بجوانبه السلبية والايجابية- وحتى إذا ما فعلت ذلك فأن الماضييؤثر–وقد اثبت ذلك علميا- على حاضر ومستقبل الانسان وبالتالي الشعوب والأمم. وإذاما كانت هذه العودة-لا النكوص- ضرورية لأي شعب على وجه المعمورة فأن اهميتهاوضروريتها تتضاعف بالنسبة للكرد. لأن الكرد كشعب مظلوم يُراد لتاريخه وتراثه الضياعوالاندثار، أشد ما يكون بحاجة إلى مثل هذا التمسك بالجذور والتراث لأن أي شعب دونماتراث يفتقد إلى الخاصيّة ونعلم أن الكثير من خصوصيات الكرد قد ضاعت بين ثناياالزمان والطغيان.
    يحاول الباحث علي الجزيري–كما فعل في الجزء الأول-عبر الجزءالثاني من دراسته عن الأدب الشفاهي الكُردي جاهداً المحافظة على ما يعتبره كنزالايقدر بثمن-وهو كذلك بالفعل- والقاء الكثير من الاضواء قدر الامكان على القيموالمعاني التي تحتويها الحكايات والقصص والملاحم الكُردية والأغاني القديمةوانقاذها من الاندثار والضياع. وهذا العمل دين وواجب على باحث يُلقي السمع لهموموآلام وأمال أبناء قومه دون النظر إلى مدى نجاحه وتحقيقه لهدفه في الوصول إلىالغاية المرجوة من دراسته هذه.
    الأدب والفلكلور الكُردي-بعيدا عن تعصب ما- ثركأدب غيره من أقوام وشعوب الشرق ذو الحضارات الروحانية وموطىء الأنبياء والرسلومهبط الشرائع القديمة والأديان السماوية الثلاث والدساتير البشرية الأولى، هذاالشرق الذي ابتعد كثيرا عن حضارته وطينه الأول ليصبح تائهاً كما عليه حاله الآنحينما انقطعت أواصره عن ماضيه ولم يستطع ان يصبح حضاريا غربياً كما يُقال فبقيمعلقاً دونما هوية حضارية تميّزه عن غيره من حضارات...والأدب الكُردي المتداولشفاهاً أو الأدب الكُردي الشفاهي نقطة مضيئة ضمن الأدب والتراث الكُرديين. وله منالفضل الكثير فيما يتعلق بصيانة اللغة الكُردية والروح الكُردية-سلبا وايجابا- ووضعها–بفضل باحثين كعلي وغيره- أمام مشرحة النقد والتدقيق لاستخلاص الجوهر ومايصلح سلاحا تتزود به اجيالنا الجديدة لمواجهة الحاضر نحو مستقبل مضيءوجميل.
    يقول هيرودت(أبو التاريخ كما كان يُلقب) أن من لا يقرأ التاريخ يبق طفلاأبد الدهر. والتاريخ كما يقول آخر يكتبه المنتصرون. وليس بخاف على أحد أن التاريخوالتراث الكُرديين قد تعرضا على مر السنين إلى محاولات التحريف والطمس والتشويهطوال التاريخ الذي دونّه المنتصرون. والحال هذه، فأن تدوين الأدب الشفاهي الكُرديمن جديد وبقلم كردي أمر في غاية الضرورة لتدوين تاريخنا أوقسم منه من جديد كما يشيرالباحث علي الجزيري: " القيمة التي لا تضاهي للأدب الشفاهي الكُردي، كمصدر رئيسلكتابة تاريخنا[من جديد] الذي غيّب وشوه عن سبق الاصرار والتصميم".
    أصعب مايواجه الباحثين الذين يتناولون موضوعة الأدب الشفاهي هو أن هذا الأدب بأغلبه كامنفي صدور البعض من الناس خاصة الكبار منهم والمهددون بالموت ويعتبر هذا الأمر منالأسباب الوجيهة التي دفعت الباحث الجزيري للقيام بالجزء الثاني من دراسته هذه عنالفلكلور والأدب الشفاهي الكُردي ذلك أن الأدب الشفاهي يعتبر أدبا مهددا بالضياعوالاندثار إذا ما حدث وإن مات حافظوه وذاكروه فسيموت معهم ما حفظوه وصانوه لسنينطويلة حيث يقول الباحث الجزيري: "الفلكلور الكُردي–رغم ثرائه ورغم وصفه كمعين لاينضب [...]مهدد بالنسيان، بسبب موت من كان لهم الفضل الكبير في حفظه في صدورهموصيانته. من هنا، تتأتى ضرورة تدوينه ودراسته". ويخلص للقول أن دراسته هذه هيبمثابة" حجر يُلقى في مياه بركة وعينا التاريخي الراكدة، كي نتمكن من اكتشافجذور-لاحريتنا- ماضياً وحاضراً، ونرسم آفاق مستقبلنا المشرق"...
    لابد من الإشارةإلى الجهد الذي بذله الباحث الجزيري الواعي لمهمته جيدا والمقتنع بتأديتها كواجبيُسديه لأبناء ملته، وكذلك إلى المضمون الثر لكتابه محاولين القاء الضوء على بعضمما إحتواه الكتاب، ذلك أن مقالة واحدة لاتكفي للإيفاء بالغرض.

    حكايةالحيوان في الأدب الكُرديكل نوع أو صنف أدبي له ميّزاته وخصائصه التي تميّزه عنغيره من الأنواع الأدبية الأخرى. وكل كتابة أو حكاية لها مغزى ومعنى ما وكل أسلوبيُستخدم لعدة أسباب وغايات. ونتيجة لأسباب كثيرة متنوعة، في عهود مختلفة، لا يتمكنالانسان من تقديم ما بحوزته ورأيه بشكل مباشر-والمباشرة لاتنجح غالباً في الأدب (أدب الواقعية الاشتراكية نموذجاً)- فيلجأ إلى أساليب وُطرق أخرى لغرض إيصال فكرتهإلى المّتلقين والعامة.
    حكاية الحيوان تُعتبر من أبرز الحكايات في هذا الصدد حيثتقوم فيها الحيوانات بالتصرف كبني البشر وتقوم بالتكلم والتحرك وفقاً لذلك. وهذاالصنف الأدبي من حكاية الحيوان جنس أدبي شفاهي ذائع في آداب أغلب الشعوب ومنهاالشعب الكُردي، وهناك روائع معروفة على مستوى العالم منها: حكايات إيسوب الأغريقيو(كليلة ودمنة) للفيلسوف الهندي بيدبا وترجمها للعربية ابن المقفع وكذلك حكايالافونتين الفرنسي. ومن أبرز خاصيّات حكايا الحيوانات " أنسنة الحيوان" لغاية ما. معلوم أن الانسان-لا سيما الكُردي-لا يقبل بالنصح والوعظ والمُباشرة بسهولة، لأنهجبل على حب الذات والاستقلالية، وبما أن الأمر كذلك فأن النصيحة كثيرا ما تُقبلفيما لو جاءت على لسان الحيوانات. حكايا الحيوانات بسيطة في شكلها وغنية وعميقة فيمضمونها، رغم قصرها على الأغلب، وكثيراً ما تكون غير محّددة الزمان والمكان، لأنهاتسعى لتقديم قيمة خالدة تصلح لكل العهود والأزمان.
    وهناك فلسفة قديمة تشير إلىوجود علاقة قوية بين الانسان والحيوان حتى أن ارسطو الإغريقي قال مرة أن" الانسانحيوان ناطق". وتسمى هذه العلاقة بينهما-حسب تلك الفلسفة- ب" الطوطم" حيث أن كلانسان له طوطمه المحدد الذي يجمعه بحيوان من حيوانات الغابة يرمز لصفة ما، يجمعهماصفات مشتركة سلوكية وجسدية. حتى أن هذا الأمر يتجّسد عفوياً حينما نقول عن سياسياًما أنه"ثعلب"، وكذلك لا يخفى علينا تشبيه فتاة ما وطريقة مشيتها بالبّطة ...الخ. فنرى في حكايا الحيوان أن الأسد هو ملك الغابة ورمز للشجاعة، والثعلب يرمز للمكروالحيلة، والبوم هو رمز الشؤم الخ فالعلاقة بين الانسان والحيوان وحكاياتهما علاقةغابرة.
    لاشك أن استخدام قناع الحيوان للتكلم عن الانسان هو تجنبا للسلطةالمستبدة كما أن لها وظائف تربوية وجمالية. ومن أبرزها في أدبنا الكردي(هي قليلةنسبياً) حكايا تروى للصغار ومنها(غزالوك ودلالوك) التي جمعتها وطبعتها (ديا جوان) وترجمها الحسينيين توفيق وشهاب، وحكايا الديك الأبيض وحبة الرمان وحكاية الحماروالثعلب والذئب. وهناك حكاية شهيرة بعنوان"شنكي بنكي قالوجنكى" وغيرها.

    ملامح الكوميديا في الأدب الشفاهي الكُردي (السخريةانموذجاً)
    الأدبالساخرصنف أدبي راق للتعبير عن أفكار الانسان ومواقفهتجاه ما يراه من أخطاء وأحداث تجري أمامه كل يوم، فيتألم ويعّبر عنها من خلالالسخرية والكوميديا(السوداء). يقول الأديب التركيالساخرعزيز نيسن" كل مافعلته هو تحويل دموعي إلى ضحكات وتقديمها للقراء" أي محاولة النبيل لتقاسم فرحته معالآخرين والإحتفاظ بحزنه وحسرته لنفسه فقط. والسخرية هي نقد واضح لشخص ما أو لحدثما بغية التخلص من السلبيات وغالباً ما تتضمن غاية وأحكاماً أخلاقية. ومن أهمأشكالها (الأهجوة) أي الإزدراء من الآخر، والتهكم والاستهزاء والتهكم بمثابة النكتةالمخفية، أما الاستهزاء فهو نوع من التساخف.
    الكوميديا أو الملهاة بشكل عام نقدفي سبيل الإصلاح والتقويم وليست غايتها مجرد اثارة الضحك واستمتاع المشاهد أوالسامع أو القارىء، بل تصحيح ومعالجة الانحرافات الناجمة عن الحماقة والغباء. وهناكبين الكرد الكثير من الطرائف والنوادر التهّكمية حيث تشتهر بلدة" عامودا" بهذاالنوع منها وبشخصياتها العجائبية (حتى أن أحد أبنائها–الروائي حليم يوسف-سّماها فيأحد أعماله الشهيرة ب جمهورية المجانين) ومنها النوادر التي تتداول على لساناسماعيل المجنون (سمو) ومعاركه ونوادره المشتركة مع المجنون الآخر الذي تناصف معهالبلدة وشوارعها: حيندرو.
    هناك نوع آخر من الأدبالساخرهي الأغنيةالكُردية الساخرة-رغم قلتّها-مثل بعض أغاني (صبري آسيا) وأغنية يؤديها (سعيد يوسف) متهكماً فيها من النساء....

    زمبيل فروش/بائع السلال/
    الملحمة باختصار هيالحادثة أو الواقعة العظيمة التي نادراً ما تتكرر وتُخلد لأهميتها وقيمتها في أغانوأناشيد بحجم الواقعة. ُيفرد الباحث المجال للحديث عن البعد الإجتماعي للملحمةالكُردية التي يسميها-رائعة الكرد- بائع السلال (زمبيل فروش) وهي أغنية (بائعالسلال)، من القصائد الغنائية الذائعة الصيت في طول كردستان وعرضها، تُبهر القارىءبسحرها وتأسره بإلقائها وتطفح بالمشاعر النبيلة، وتُظهر معاناة الانسان الكُرديوحبه للحرية وشعوب الجوار وتطلعه لبناء حياة حرة كريمة بإرادة لا تلين، بالإضافةإلى إظهار جانب تحرر المرأة الكُردية كما أشار إلى ذلك الكثير من الباحثينوالمستشرقين الأجانب مثل مينورسكي وباسيل نيكيتين وأغاثا كريستي وغيرهم الذين زارواالمنطقة ودونوا مشاهداتهم وانطباعاتهم في أعمالهم عن الكرد وشعوب المنطقة.
    هناكآراء وروايات متعددة ومتباينة بخصوص الأغنية الملحمية (زمبيل فروش) التي تتحدث عنشاب فقير يعمل كبائعا للسلال وتراه مصادفة أميرة البلدة من على شرفتها وتقع في حبهمن" أول نظرة "وتريد التمتع بفتوته وشبابه لكن الشاب الفقير والمؤمن يرفض مراودةالأميرة له مفضلاً الدار الآخرة على الدنيا الفانية. بعض الروايات تصّور بائعالسلال فقيراً معدماً والبعض الآخر تصّوره فتى من نسل الامراء! لكن برأيي أن فكرةالقصة-الملحمة واضحة ولا تحتاج إلى كثير تأويل-رغم انها تحتاج بلا أدنى شك إلىدراسات متواصلة والتنقيب عن جوانبها الأخرى كمكان حدوث القصة وجغرافيتهاوغيرها-والكاتب الجزيري يقّدم في دراسته هذه نصين للملحمة متباينين لدرجة التناقضرغم أن النص الثاني هو الأقرب إلى الدقة والحقيقة على الأغلب لكن السيد الجزيرييؤكد أنه إنما يقدم النصين مضّطراً تحت "إلحاح بعض المغنين"!.

    بدلاً منالخاتمةيورد الباحث علي الجزيري في الفصل الأخير من دراسته مقولة شهيرة لكارلماركس هي "ان شعبا يضطهد شعباً آخر، لايمكن أن يكون حراً" مُلخصاً بذلك الهدف منوراء دراسته هذه، وسعيه الحثيث لتكون دراسة موضوعية علمية لاتقدس الذات من ناحيةولاتُهين أوتصُّغر من شأن الآخر من الناحية الأخرى. بل أنها تحاول التمعن في دراسةالعامل الذاتي والابتعاد عن" نظرية المؤامرة"والقاء سبب كل المآسي والويلاتوالأخطاء على كاهل الغير أوالآخر قدر المستطاع. وبما أن العامل الذاتي لدى الكرد فيأسوأ حالاته عبر التاريخ حالياً لذا كانت الضرورة إلى إجراء مثل هذه الدراسة لأخذالعبر والدروس من تاريخنا البعيد والقريب. وبما أننا–نحن ملة الحجل- أصحاب الداءوالدواء، فأن مفاتيح الحل بأيدينا وليست بعيدة عن متناولنا.
    أخيراً، فأن دراسةالباحث علي الجزيري تستحق المزيد من التوقف عندها وقراءتها بعمق، بل وحتى التمتعببعض ما جاء فيها.
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 12:50 pm