(فشة خلق)....حين تلعب العفاريت ...بقلم : وليد معماري  عاد المواطن (ماجد خياط) إلى البلد بعد سنوات طويلة من الاغتراب في الولايات المتحدة.. وبِنيّة الإقامة النهائية في وطنه الأم، اشترى شقتين في ضاحية الهامة بموجب عقدي بيع قطعيين في العقار رقم 722 بعد أن أوهمه البائع، أن الشقتين نظاميتان مرخصتان.. وقدم للمشتري صوراً عن التراخيص، ليكتشف المشتري بأن التراخيص وهمية.. وأن الشقتين مخالفتين، لا يمكن إفرازهما، ولا تصحيح أوصافهما.. وهما عبارة عن طابقين مضافين مخالفين للترخيص المعطى على البناء.. العجيب الغريب المريب في الأمر أن البائع هو عضو في مجلس بلدة الهامة، وهذه الواقعة ليست الأولى له.. فقد كررهها بمعونة (شركاء) له في مواقع عدة... وحين اكتشف المشترون ، وجابهوا الثعلب المكار بها.. ضحك، وقال لهم بصريح العبارة: القانون لا يحمي المغفلين.. وكان عليكم التدقيق جيداً في رخص البناء.. صحيح أن القانون لا يحمي المغفلين.. لكنه بالضرورة لا يحمي مخالفي القانون رقم 59 لعام 2008 وقد نص بوضوح على إزالة المخالفات، والحبس للمخالفين.. كما أوجب القانون معاقبة العاملين في الوحدات الإدارية المقصرين في أداء واجبهم في قمع المخالفات.. فما بالك بالمتواطئين جهاراً نهاراً مع المحتال؟.. ولكي تكتمل الحكاية، فإن مخالفات البناء تمّت تحت سمع وبصر البلدية، في وضح النهار، ولكن بعد استعارة طاقية الإخفاء المنسوجة من أوراق نقدية، مع استخدام مباخر سحرية بخورها يبارك الجالسين في مواقع رسمية.. حيث حين اشتكى إليهم المشتكي، أعادوا له أوراق شكواه، وقالوا له: خذها، وانقها في الماء، واشرب ماءها.. عقود البيع، وأسماء المحتال (وشركاه) الضالعون في الاحتيال بين يدي، وتوقيع الثعلب، ذي الذيل، مذيل على العقود، وهي موجودة لدي لمن يطلبها.. وعلى سبيل التذكار، فقد كتبت عن واقعة تشبه هذه الواقعة قبل ما يقرب من خمس عشرة سنة.. فقد عاد زوج وزوجة مغتربان من أمريكا الشمالية، وتوجها إلى شقتهما في شارع أبي رمانة، التي يحملان مفاتيح لها.. ووجدا أن الشقّة مضاءة، فعاتبت المرأة الكهلة زوجها الكهل، بأنهما حين غادرا الشقة، آخر مرة، نسي إطفاء أنوار الشقة، وها هما سيواجهان، أمر دفع فواتير كهرباء خيالية... وحين حاولا فتح باب الشقة، لم تنفع المفاتيح في محاولات فتح الباب.. ثم انفتح الباب من تلقاء ذاته!.. وانتصب أمامهما رجل لا يرتدي من الملابس إلا ما يستر العورة.. واتهمهما باللصوصية.. واتصل الرجل العاري بصديقه رئيس مخفر الصالحية.. وقد حضر رئيس المخفر، وقادهما ليمضيا ليلتهما الأولى، في وطنها الأم داخل غرفة عارية إلا من الاسمنت... وقد غادر الزوجان، بناء على نصيحة رئيس المخفر، الوطن الجحيم، إلى البلاد الأقل جحيماً... وكي لا أبدو عارياً بـ (البروتيل) أمام قرائي.. أنا أتحدث عن مطعم (الريف)، وأعرف الكثيرين من رواده، آنذاك، لكني لا أعرف مصيره الذي انتهى إليه... والمفارقة أن كتابتي عن شقة أبي رمانة نشرت في حينها، بغض النظر عن نتائجها.. وأما كتابتي عن شقتي الهامة فقد حُجبت عن النشر.. والحجة أن لدينا غسيل وسخ.. يجب ألا ننشره أمام الجيران... ... وبعيداً عن الاحتيال والمحتالين أروي طرفة عن مواطن زميل، يعمل في صحيفة الجبل في السويداء، وصلته فاتورة هاتف عن الدورة الثانية لهذا العام بقيمة تفوق معاشه التقاعدي.. وحين طلب كشفاً مفصلاً لمكالماته، اتضح أن ثمة مكالمة مدتها 130 دقيقة وإحدى عشرة ثانية!.. (لاحظوا الدقة)، وليس مستغرباً أن يكون أحد أفراد العائلة قد أجرى، من باب (طق الحنك)، مثل هذا الاتصال.. لكن العجيب أن الرقم المسجل في الكشف عن المكالمة هو (96300000200) أي هو مكالمة مع موضع من داخل سورية... والأرجح أن لفرع المؤسسة العامة للاتصالات في السويداء مقسماً هاتفياً بالغ السرية مع المريخ... وإلا فمن أين أتى هذا الرقم العفريتي في الكشف؟.. أم أن للعفاريت شركاء في مقسم السويداء؟!.. وفي مقاسم (الهامة) أيضاً!.... يبدو لي أن الفساد وصل إلى الكمبيوتر أيضاً.. وللكمبيوتر فيروساته الناشطة تحت ستار القوانين.. |
(فشة خلق)....حين تلعب العفاريت ...بقلم : وليد معماري
இĦĚŠĘŇஇ- المديرون
- عدد المساهمات : 300
نقاط : 6133
تاريخ التسجيل : 25/12/2009
العمر : 33
الموقع : abasa.yoo7.com
مُشاطرة هذه المقالة على: 
لا يوجد حالياً أي تعليق