المصطفاوية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المصطفاوية

المصطفاوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المصطفاوية


    ـ ديركا حمكو ـ ا لقسم العاشر ـ الجزء الثامن ... وليد حاج عبد القادر

    இĦĚŠĘŇஇ
    இĦĚŠĘŇஇ
    المديرون
    المديرون

    عدد المساهمات : 300
    نقاط : 6133
    تاريخ التسجيل : 25/12/2009
    العمر : 33
    الموقع : abasa.yoo7.com
    11012011

    عادي ـ ديركا حمكو ـ ا لقسم العاشر ـ الجزء الثامن ... وليد حاج عبد القادر

    مُساهمة من طرف இĦĚŠĘŇஇ

    ـ ديركا حمكو ـ
    القسم العاشر ـ الجزء الثامن
    ـ ديركا حمكو ـ ا لقسم العاشر ـ الجزء الثامن ... وليد حاج عبد القادر  Welid_10
    وليد حاج عبد القادر
    الى صديقيّ حفيد ـ فرماني بمبي ـ وحفيد ـ قادي بربر ـ ها أنا أبرلكما بوعدي .. سأكمل
    رغم اتقاد الغريزة الملعونة وتوهجها ،وبالترافق مع النسيم العليل وهو يلامس سطح نهر دجلة في تدفقه الأزلي .. رباه كم هي عدد الدهور التي تعاقبت عليك يا دجلة ؟ ..وكم من ممالك وملوك ..بشر .. أجنة .. وانتبه الى ما هو فيه ... اللعنة عليكما يا الأرنبتين ..لا بل لعله قدري .. قدري ألا أتذوق هذا الرحيق المفعم عسلا وهويتمايل سيلانا بين شفتيك روز . عهدا لأجلبنكما ـ ايتها الأرنبتين المزعجتين ـ مقيدتين اليها ..نهض في حركة بهلوانية ملفتة وأسرع صوب حافة الساقية وهي تنساح بمياهها في حركة إنسيابية صوب حوض النهر الذي ياخذ في اتساعه المتدرج .. اللعنة !! قالها ملا مرشو ... ـ طاشي ـ ..انه يومك اين انت ؟ ترى أية مواصيل ذهبت بك اقدارك وحكم ـملايي كي فه ري ـ ..والى اية بقعة من هذه الدنيا الملعونة قادتك حظوظك !! .. طاشي ..كنت خير الكلب الونيس لي ..لا ادري من اين التقط فرماني بمبي اسمك ـ بوجي ـ الذي ما كنا نناديك به حتى تبدا ايماءات راسك وهي تتدرج في الإهتزازحتى تصل الى ذيلك ...سامحك الله ـ مامي ملايي كيفه ري ـ والله لم تكن اشطر من ابي في علوم الدين ..حبس دمعته وبحة البكاء من جديد ... أجل ابي اتذكر كلامك الى محرمي عربانجي ..والحاحك عليه بجلب ـ عربانة من آخا صور ـ ووصيتك ـولم يتمالك نفسه من البكاء ـ لأمي بأن تغسل كل شيء يلحسه الكلب سبع مرات بذاك التراب .. كم كنت اليفا طاشي ...غير مؤذ ولا مزعج حتى للقطط .. فقط ايعازاتك كانت مني أومن كري بمبي ..وكان ذلك اليوم المشؤوم حينما حللت ملايي كيفري ضيفا علينا وليتنا لم نعد تلك الليلة الى البيت !! نعم فقد كنا في رحلة لصيد السمك عند ـ كولا مه زن ـ بين سيمالكا وحياكا ـ ولعلها المرة الوحيدة التي رفعت فيها يدك ـ كوري ملا مرشو ـ على معريف رغم شقاوته الكبيرة وذلك احتراما لأخيه فرمان .. لا بل هي المرة الوحيدة والتي لاحظت فيها غضب وانفعال فرمان الحقيقي ..احمر وجهه ـ كقطعة فرنكي ـ وجحظت عيناه وتيقنت أنه لو بيده بندقية لأطلقها عليك .. ولكنك / كوري ملا مرشو / تداركت الأمر عندما قلبت الجو الى ملاطفة مع معريف وبالتالي سلمته طاشي وطلبت منه التجوال به قريبا منكم وبدوره نسي معريف الكف وانفرجت اسارير فرمان وان نبهك بشدة ألا تعود اليها قائلا / دي خوه يي حنكي ته زي وه كه يي هرجينه / ولكنك جاوبت فرمان ايضا قائلا : كم مرة طلبنا منه أن لا يرمي / زهر / في النهر .. تعرف قرفي من صيد السمك بالسم ..ومع هذا هو يصر دائما على ذلك .. ورد فرماني بمبي عليك : ـ هه يي بي مه زي ـ معريف طول عمره يبحث لاهثا عن اللقمة السهلة ...إيه ..وماذا ستتذكر ايضا ـ كري ملا مرشو ـ نعم لقد عدتم بأدراجكم الى البيت بصيد وفير ..سمك مختلف الأنواع والأحجام .. ولم لا !! فبراعتك لا أحد ينكره ..وإن كانت طريقتك في الصيد قاسية ومتعبة لا بل والحق مهلكة ... فصيد السمك هو فن وبراعة قبل كل شيء قد تستطيع التقاط كميات لا بأس بها على طريقة معريف برمي قطع العجين المخلوطة مع السم ولكن هذه الطريقة تبيد السمك كبيرها وصغيرها وبالتالي فهي مدمرة وغير مجدية عكس طريقتك ايها الفهلوي ... ولكن عليك ان تقر بأنك تعلمت هذه الطريقة من قادي ـ قبل ان يصبح بربر ـ ومحمدي باجاري قبل ان يصبح ـ حلاوجي ـ وتتحضرون لهذا العمل من الصباح الباكر ولعل اول خطواتكم في العمل هي قيامكم برصف الحجارة فوق بعضها البعض على شاكلة حائط متمكن او سديستطيع حجز المياه للفترة اللازمة لكم خصوصا وانت البارع في هذه المهنة والتي يبدو انها قد الصقت بك لابل انها ترافقك منذ ان قطعت تلك الداية مشيمتك المشؤومة ... جدار صلد ومتماسك لا تلبث المياه ان تتراكم خلفها وانتم الأشقياء تعرفون كيفية عكرها فتبدأ تلك الحيوات المسكينة منها والشرسة بالطفو فوق الماء لتبدأ اياديكم كالملاقط تلتقطونها .. نعم انه كوري بمبي وشعاركما انتما الإثنين الرأفة بصغار السمك الذي كنتم ترمونه فيما وراء السد ..انت تعتبرها مؤونة للسنة القادمة وهو / كوري بمبي / لاستمرار النسل وهكذا ... الجعبة كانت ملأى .. وملايي كيفه ري يقتعد صدر المجلس وانت تدري مدى محبة والدك له ... وضعت العدة وما جدت فيه وتقدمت متوجسا ومتصنعا خجلا ورائحة السمك وعكر الماء بطينها المتيبس على ملابسك تتقدمك ..دنوت منه وبحكم العادة فقد كانت يده ممدودة صوبك لتقبلها ورجعت القهقرى الى موضع تجلس فيه ..وكانت تلك اللمحة .. النظرة الى ـ طاشي .. بوجي .. ـ وانتفض ملايي كيفه ري ... نهض قائما وهو يسأل : / كاني جاروخا من / والله لن أجلس في بيت وكلب يمرح فيه ... ـ رباه الرأفة .. ليكن الله في عونك طاشي ـ قلتها في نفسك ..ولا داعي لإثنين ان يقولا ما هو مصير هذا الكلب المسكين بعد يمين صديق والدي وأمين سره لا بل وناصحه الأول والأخير .. تململ ملا مرشو ونهض مع صديقه وهو يتمتم ولكن سيدا التراب الأحمر وأمه .. قاطعه ملا كيفه ري .. بلا ـ آخا صور أو بلا بطيخ ـ كلب وفي الدار ـ معاذ الله 11 ـ قال والدك والله ان واحد من الجندرمه دفع فيه اربع مجيديات ولكنني ما أردت بيعه فولدي متمسك ومتآلف جدا معه ..كما أنه لا يؤذي وبالمحصلة فهو كلب صيد لا أكثر .. اذهب به الى ذلك الجندرمه أو أقتله فهذا افضل ..حينها فقط زعقت بأعلى صوتك لا .. لا والله لن يمس احد طاشي ..ليقاطع صراخك صياح ملايي كيفه ري اذن السلام عليكم ..وبفطنتك فانت تعلم معنى ذلك وارتأيت ل طاشي الحياة ..ومع انهمار دموعك وبكاءك الهستيري خاطبت والدك وقلت له بأنك ستهديه الى فرمان !! ولكن !! الحيلة لم تنطلي عليهم ..فقدت كلبك بنفسك الى ذلك الجندرمه والذي ذهب به الى حيث لا تدري .. يالها من حسرة ابدية سترافقني ذكراك ايها الوفي ما حييت .. عاد الى نفسه تأمل الساقية وتلك الحوافي المتعرجة واماء يتدفق بتؤدة ... وبين الفينة والأخرى عيدان غصينات متيبسة تتقاذفها المياه بخفة فتبدو كسفن صغيرة تتهادى وسط امواج في بحر وكنها لاتتلاطم وانما تسير هكذا ايضا وبحكم العادة ..ولكن الأرنبتين أين هما ؟؟ .. أين اختفيا ؟؟ تأمل تلك النباتات الزاحفة كشجيرات كسلى على حواف النهر وهي تظلل
    بعضا من تلك الحواف .. وبحس الصياد الماهر ومقلدا البعض من تصرفات ـ طاشي ـ في هكذا أمورأصاغ السمع وهو يحملق بعينيه في زوايا الوادي بتعرجاته وأناته و أيقن بأنهما في الجوار ..وبالفعل تناول حجرة صغيرة ورماها غير بعيد ..قفزت الأرنبتان من جديد ..وكد وراءهما .. من الطرف الآخر وغير بعيد عنهما بدا شبح ـ جعفو يي جاف صور ـ قادما من كوع النهر وهو يحمل بعضا من السمك .. وبحدسه عرف جعفو ان ـ كوري ملا مرشو / يتحفز لصيد ما .. لمح المرأة تحت الشجرة وهي ممددة .. تأملها وهو يبلع ريقه .. وبعدما عرف أن الصيد ليس سوى ارنبتين همهم قائلا : / كورو دينو جافي ته لي يه ته ببي سيامند او أو زي ببي خجي .. / احمق ..هيا إذهب الى ـ قرسيلي ـ بجانب بيتي وهي ملأى بالأرانب وخذ منها ما تشاء بدل ان ترمي بنفسك في التهلكة ... وعلى فكرة .. أتعلم بأن عدوكي قازي مع اكثر من مائة عسكري من الجندرمة التركية وهم يكمنون عند ـ برا بافت ـ ..عليك ان تأخذ حذرك ..وكذلك من هم في ـ دحلي ـ لا تدعهم ان يقتربوا من هناك ... وانت !! إياك ثم إياك فوالله سيفرمونك مثل لحم الكفته فالجميع سمع ويعرف ماذا فعلت بذاك الكلب كوري قازي ... وما أن أدار ـ جعفو ـ وجهه وأنصرف وبقفزة واحدة كنت في الطرف الآخر من الساقية ..اعتدلت روز ايضا في جلستها وأومأت لك أن عد بأدراجك ..وكالنسناس بدأت تتمايل في مشيتك وبخفة .. تناولت حجرة صغيرة ورميتها صوب المكان الذي خمنت انهما هناك . وبالفعل ... وبأقصى سرعتهما كان الإنطلاق .. حاولت اللحاق بهما سرتما عكس اتجاه الساقية .. اللعنة على هذه التعرجات والدرب الضيق ..وصلتم الى حيث الأحراش والعشب ومن ثم هدأت اللعبة ..واقتعدت على تلك الحجرة البيضاء المميزةوانت تتأمل انحدار الساقية من منسوب جريانها العلوي مشكلة شلالا صغير تتبعثر مياهها لحظة انحدارها ومن ثم ارتطامها بسطح الماء المتجمع اصلا منها ..كم مرة وقفت وـكري بمبي ـ تتأملان هذا المشهد والذي وان بدا صغيرا الا أنه وفي الحقيقة اشبه في خريره سيمفونية مستمرة في عزفها ..وكانت بسمتك والتي تحولت رغما عنك الى ضحكة اشبه ما تكون بنوع من الهستيريا .. حقيقة لا تدري لما كل هذا التشطح ..أهو ردة فعل لرؤيتك ل ـ ملايي كي فري ـ عند بئر الشيخ .. أم حاجتك ل ـ طاشي ـ ومن ثم ما فعله عمك الملا وكان ان خسرت طاشي !! .. فصرت تتذكر تصرفات كيفري ..وللحق فليست كل ذكرياته شجون .. أنسيت ايها العبقري تهافتك وفرمان لسماع احاديثه وقصصه ؟؟ .. حانت منه لفتة صوب الشلال وتدفق ماءه .. وزوج الأرانب ايضا يبدو انهما اقتنعا بأن كوري ملا مرشو قد نسيهما وروز ملّت من جلستها فتقدمت نحوه .. الماء يتساقط فتتراقص قطراته في تمازج لا يخفي بعضا من الموسيقى .. اللعنة ملا مرشو .. روز من جديد وكطفلة وقد لفت بيديها حول عنقه .. ولثمت عنقه في قبلة خاطفة متيقن هو بأنها لم تحصد سوى طعم الملوحة بفعل العرق المتيبس وإن لفت جسمه قشعريرة هي مزيج من مقدمات شهوة مكبوتة ..وكذلك ذاك الداء الأزلي والذي لا يعرف به سوى فرماني بمبي ..لا بل وهويعمل المستحيل أن لا ينكشف سره للآخرين .. نعم إنها الدغدغة ومدى حساسيته منها وبالتالي صراعه وتحديه في كظم تلط الحساسية التي يشي بها ذاك الإحمرار الذي يسبغ وجهه .. فقاعات الماء تكاثرت يبدو ان بعضهم يلهو في اعالي الساقية بمكان غير بعيد ابتسم من جديد ..تطلع في روز وتأمل عينيها وخاطبها بكرديته وكأنها ابنة حارة / كله هيا / في ـ بوطان ـ وقال .. أتدرين روز .. وأشار صوب انحدار الماء وتشكل الشلال ومن ثم آلية بعثرة القطرات وببسمة كبيرة وقد ارتسمت على وجهه تابع كلامه : .. في نفس الليلة التي فقدت فيها كلبي ـ طاشي ـ وكان الهم قد بلغ مني مبلغا كبيرا .. وكأن الطبيعة ايضا ابت الا ان تشاركني غضبي ..تلبد السماء وبدأت الرياح تهب بسرعة ملحوظة وشيئا فشيئا بدأت رائحة تمازج التربة العطشى وقطرات المطر تفوح ..والرعد اخذ يلمع بشدة ..وانهمر المطر بغزارة فهرعنا الى داخل المنزل نتأمل قطرات الماء الكبيرة ..الرعد يلمع اشكالا ..قال كيفري ـ سيكون ناتج / كزو / كبيرا هذه السنة في زوزانا ـ ..المطر ازداد غزارة والفقاعات تكبر وتكبر ..ابتسم ـ ملايي كيفري ـ وخاطب ابي قائلا : اتعلم ملا مرشو أن هذه الفقاعات اكتشفت قاتلا ؟ !! .. وكيف ذلك ؟ سأل والدي !! ... أجاب ملايي كيفري / وهويتأملني من بين اطراف عينيه وكأنه أحس بمدى ضيقي من جهة ..وحبي لا بل وشغفي بقصصه من جهة أخرى فقال : / يحكى ان رجلين من ضيعة واحدة تشاركا في تجارة وخرجا صوب هذه المعمورة الواسعة ..قضيا دهرا طويلا ..اشتريا وباعا واشتريا ووفقهما الله في تجارتهما وجنيا المال الكثير ..اشتاقا الى اهلهما وديارهما ونويا العودة ..مشيا اياما وليالي ..ووصلا دروب الجبال المؤدية الى قريتهما ..داهمهما غيوم سوداء داكنة وانهمر مطر مدرار فارتأيا الراحة في كهف يقيهم ماء المطر وغفى احدهما وبقي الثاني متيقظا .. لعب الشيطان في عقل المتيقظ فطمع بكل المال واقترب من صديقه وشريكه في نية قتله ..استفاق صاحبه واخذ يرجوه بعدم قتله وليأخذ كل المال مع يمينه المعظم بأنه يسامحه ولن يتكلم بهذا الأمر إلا أن الشيطان كان قد تلبسه ونية القتل فقال لا والله سأقتلك فأنا لا أضمن سكوتك ..قال له صديقه : ألا تخاف من انكشاف امرك ؟؟ رد قائلا ومن سيكشفني انا وانت لوحدنا وسأدفنك في هذه المغارة ..تيقن المسكين بأن صاحبه سيقتله لا محالة فخاطبه قائلا وهويتطلع الى فقاعات المطر المنهمر بغزارة : والله ان هذه الفقاعات ستكشفك !!! وبالفعل قتل صاحبه واستولى على ماله وعاد الى قريته .. تهافت عليه اهل الشريك يسألون عن مصيره فادعى بانهما تعازلا وذهب كل واحد في سبيله .. ومضت السنون وذات نهار ربيعي والمطر ينهمر بغزارة وفقاعاتها تتراقص بموسيقى صاخبة تذكر الرجل صاحبه فتمالكه ضحكة سمعها زوجته التي اصرت على ان يخبرها بسبب ضحكته وامام الحاحها روى لها ما جرى بينه وصاحبه قبل ان يقتله .. وقد حفظت المرأة سرزوجها الى ان حدث خلاف حاد بينهما فطلب منها مغادرة البيت الى دار اهلها وإلا فوالله سيقتلها .. فقالت مثلما قتلت فلانا ودفنته في المغارة الفلانية وكان الجيران قدالتموا على صياحهم .. وفعلا صدق الرجل الضحية في مقولته.. وهنا تطلع صالحو في وجه روز وسألها : أفهمت شيئا مما رويته لك ؟؟ لا والله لم تفهمي ؟ !! نهض صالحو من جلسته ونهضت هي معه .. ولأول مرة لف بيديه حول خصرها ليلتصق جسديهما .. أحس بنار شهوانية تكاد تذيبه دنا بوجهه صوبها واستعدت هي لتلقي القبلة .. ترك خاصرتها وبيديه امسك رأسها وقربها نحوه وليطبع قبلة فيها ما فيها من المتناقضات وذلك على جبينها ... اللعنة !! قالت في نفسها .. جلبة غير واضحة المعالم .. رفوف من الطيور تفر مذعورة وبحدسه استفز صالحو وتوجس امرا !! تطلع صوب دجلة .. قرية ـ فيرسية ـ قي الطرف الآخر ولمح في اعلى التلة وميضا .. قابله وميض آخر مصدره تلة ـ سه ري مي لا بدني ـ وتتالت الإشارات وتبادلها ... همممم .. قالها صالحو .. إذن لهذا كان الجميع يحوون مرايا ـ عينك ـ والظاهرة لفتت نظر روز ايضا والتي وجمت وبدا عليها الترقب لأمر سيء و ... شيئا فشيئا بان من طرف ـ غيدايي ـ قافلة تتقدم صوب عين ديوار بإيقاعات لا تبدو عليها البتة اية ظاهرة مريبة ، أو هكذا يبدو لهما أقله الى هذه اللحظة .. سحب صالحو روز من يدها وجرها عدوا صوب الطلعة لملاقاة القادمين ... وشيئا فشيئا بان الصوت وتوضح ..ـ دربك أو ضنبك عدويي نورانا بابو ـ .. صوت الغناء يتضح .. / ل مه درنكه بابي بيكي له مه درنكه .. شيف طاشتي كرنكه بابي بيكه ل مه درنكه ../ .. القافلة تتقدم ..بانبشكل واضح ـ هسبي بوكي ـ مطية أو حصان العروس وتعتليها اعروس وهي بكامل ثياب عرسها واللجام يقودها ـ عفدكي عفدك ـ يحيط بهم مجموعة من الرجال شيئا فشيئا تتضح معالمهم ايضا ..رموي طوفا ..فقه حسن ..وطبعا عدوي نوران وهويدربك ويغني ومعه شكرويي مسلميني وشخص متلفح غامض الملامح اقله الى الآن بالنسبة لصالحو وأول ما لفت انتباهه السرعة التي انطلق بها ـ فرماني سقا صوب القافلة حيث تناول لجام الحصان حيث بدا واضحا ان العروس هي ليست سوى زوجته ـ كولي ـ والنساء الأخريات هن حماته أم زوجته وجدتها ... وفي هذه اللحظة زادت وتيرة الإشارات وبدأت المرايا تلمع من كل الجهات .. وهاهو قادي بربر .. ناداه صالحو ـ هه بربر أفندي خولي سر أف جيه ؟ .. جه جي بيه ..؟ .. ـ رد عليه : ـ كورو سس به ..دخوه يي ترك بي حسانه .. يان زي ب هاتنا مير جلادت ..آن زي آنينا مه زه شيخ عبدالرحمن ي كارسي ـ وأين هو ؟ سأل صالحو .. هوذاك .. اشار الى احدهم وهوذي هيبة خاصة ..دنا من صوب عين ديور فارسين يمتطيان جوادين اتضح ان احدهما هو عفدو كله ك مختار بان قسر والاخر فرماني بمبي الذي ترجل من الحصان حيث امتطاه الشيخ بعد ان خلع ثوبه واعطاه لفرمان لئلا يشك الترك القادمون صوبهم بتغيب او فرار احدمن القافلة ..وسار خلف عفدو كلك باتجاه ـ دحلي ـ حيث مير جلادت والآخرون ..وبسرعة لا متناهية ودقة الخبير والعارف بالطريق قادهم ـ عفدو ـ الى تل دار حيث ـ مالا جه ب ـ وأصر أن يذهب بالشيخ كارسي والمير الى نقطة ابعد ..ولم يفصح عن المكان لأحد ..وإن كان قد صمم على ان يأخذهم الى حيث داره في ـ بانه قه سر ـ
    كان واضحا تماما أن هناك امر ما يحدث .. ولم تكن لها اية علاقة لا بالجنرال او حاشيته القادمة الى عين ديوار ..أما لما غيب عنها صالحو ..هذا ما لبث ان بدأ يتردد في ذهنه بالرغم من قناعته التامة بعدم وجود اية سوء نية نحوه .. هه تذكر اول نزولهم من السيارة في عين ديوار ..ورغبة روز في الجولة وفرماني سقا وكيف ان فرماني بمبي اكد عليه ان كان يحمل معه ـ عينك ـ ام لا ؟ .. اللعنة .. بس والله وراءها غاية ونبيلة قالها في سره ... ارتدى فرمان الثوب الذي اعطاه اياه الشيخ عبد الرحمن كارسي ..تطلع صوب فيرسييه من جديد واوعز الى ـ عدوي نوران ـ ان إبدأ ..وبدأ النقرعلو ـ دربك أو ضنبك ـ من جديد .. وصد الصوت وهو يعلو ويعلو ت خفتان خفتان خفتانه .. ور ليلي ور ليلي .. سر خوش عدو نورانه ور ليلي ور ليلي .. سرخوش بافي نورانه .. ور ليلي ورليلي .. ـ ولم يتمالك المسكين فرماني سقا نفسه فهو متيم الى حد الهوس بهذه المقامات الجزيرية الرائعة ..ولما لا ؟ .. فهاهو سيد هذه المقامات يتغرد بها .. و ..محبوبتك ـ فرماني سقا ـ .. كولي .. كولا دلي فرمان .. وبسرعة خطف الضنبك من يد عدو واخذ يجط وينط في ايقاعات راقصة متناغمة مع كل ايماءة صوتية ..حركات ورقصات لا بل انحناءات أذهلت روز حقيقة ولم توقفها الا الطوق الإستفزازي لثلة من الجيش التركي بقيادة ضابط لئيم ومرشدهم عدوكي قازي .. والآن بدأت الأمور تتوضح ...قالها ـ صالحو في سره ـ ..و ..هجم عدوكي قازي عليه كذئب وقد بلغ به الحقد والغيظ الى درجة وقد اقتلع لا بل بلع نصف لسانه وهويبربر بالتركية موجها كلامه بذل لا مثيل له الى الضابط التركي الذي اودت به ونظراته الى روز وواد ىخر بعيدا كل البعد حتى مجرد التطلع الى الحثالة الناطقة .. وفي ذروة اندفاعه صوب صالحو الذي انزاح قليلا ليسقط عدوكي قازي ـ زك زكي ـ ارضا على بطنه ..والسقطة لفتت انتباه الضابط ايضا وترجل من فرسه ..وسار صوب روز التي عرفت انها حقيقة في ورطة خاصة وزوجها بقواته بعيد نسبيا ..تمختر الضابط وهويتجه صوبها وخاطبها بالتركية قائلا ـ أية اميرة انت ؟؟ ..ظنها بداية واحدة من القافلة التي مرت بهما .. وأسرع عدوكي قازي مصححا للضابط : .. أنها زوجة الجنرال الفرنسي سيدي !! .. الأميرة هي من تعتلي الحصان كالعروس وتلكم النسوة ت مشيرا الى الباقيات ..وليته لم يفعل ..فقط حينها أزاحت جدة ـ كلي ـ خمارها ـ سه ريك ـ رباه !! اللعنة .. اللعنة ..وأخذ عدوكي قازي يصرخ ويجري عائدا صوب جزيري ـ واللهي من ند زاني تووي بيري ..واللهي من ند زاني ـ واخذ يجري ويجري غير ملتفت وراءه ولم توقفه إلا طلقة من بندقية الضابط التركي وصرخته فيه فعاد القهقرى يجر خوفين ..لابل رعبين حقيقيين ..وإن كان رعب العجوز وقد امتلك كل عائلتهم لا بل اصبحوا كالمهووسين او كالذين ضبعوا في خوفهم حيث ما أن يلمح احدهم هذه الجدة او حتى اية واحدة من بناتها او احفادها حتى تنتابهم موجة من الإصفرار المرافق لإنهيار شبه تام يستلزم ليقظتهم ماءا أو حت بصلا يابسل ليستنشقوها حتى يستفيقوا من رعبهم .. وسبب ذلك معروف لكل اهل المنطقة ..فقد كان جد عدو والد قازي لص خبيث في المنطقة يحدد اهدافه او الأماكن التي يريد سرقتها بدقة ويتابع المكان بالمراقبة حتى تحين اللحظة المناسبة إن بغياب اصحاب الدار او رجالها عنها .. وجد كولي كان منزلهم في اطارف جزيري .. لا هي في المدينة ..وكذلك لم تكن في عين ديور ايضا .. وكان الجد مقتدرا إن بالمال او الدواب ومنزله كبير وفخم بساحة ـ حوش ـ كبير فيها من الأغنام والأبقار والأحصنة والبغال الكثير .. وذات يوم انطلق الجد في عمل الى الموصل وبقيت زوجته وابنته ـأم كلي ـ لوحدهما في الدار ومع غروب الشمس اركنت الجدة كل شيء في مكانها وسدت الأبواب الخارجية والتي لم تكن سوى موانع بسيطة من اخشاب متصالبة وتناولت عشاءها وطفلتها ومن ثم ذرت الرماد على الموقد المتوهج وذهبا في نوم عميق .. استفاقت العجوز بعد فترة من الزمن على صوت أقدام فوق سطح الدار ..وبعد قليل صوت نازل من السطح على السلم ..استفاقت الطفلة مرعوبة ..احتضنتها امها وأومأت لها بالصمت المطلق .. الدار الذي ينامون فيه هي عبارة عن غرفة كبيرة تحوي في زاويتها الجنوبية الموقد بمدخنتها وطاقتها العالية يجاورها مدخل صغير لغرفة داخلية أشبه ما تكون كمخزن للمؤن والغراض الثمينة .زأما باب الدخل والمخرج فهو مصنوع من خشب الجوز القاسي والباب عبارة عن قطعة واحدة تسد وتفتح باليد ولها نتوء او فرزة خاصة على شكل لسان او وتد يقابلها حفرة خاصة في الجدار يدفع الى الأمام للإغلاق او يسحب للخلف حين الرغبة في فتح الباب ... أصاغت المرأة السمع وتيقنت بأن لصوصها هم من المنطقة والعارفين بأمور وشؤون الدار وإلا فقد كانوا اكتفوا بالغنائم من الحيوانات في باحة الدار .. هذا من ناحية ..ومن ناحية أخرى فيبدو انهم عارفون ببراعتنا في الفخاخ ايضا لذا نزلوا الدار من السطح ..والأهم فهم بالتأكيد يعرفون بأننا لوحدنا ولدينا ما لدينا في الداخل ..وبخفة نهضت من الفراش ..اقتربت من الباب وأحدهم يحاول ازاحةاللسان أو المزلاج من مكانه ..اللعنة ـ عاصي يه ـ متمكنة وقاسية ..خذ .. خذ المنشار وانشرها بهدوء ..وحاول ألا توقظهما .. الصوت ليس بغريب ..انها لهجة المنطقة ..قالت المرأة في سرها ..وتيقنت شكوكها ...انه يعلم الكثير .. رباه ما العمل ؟؟ الزوج غائب و ـ جزير ـ بعيدة فلو بح منها الصوت لن يسمعها أحد .. ماذا ستفعل ..اللعنة عليك وعلى سذاجتك مئات المرات قالها زوجك ـ حرمت سأشتري بندقية وأعلمك عليها فأنا أحيانا مسافر وانتم في هذه البرية لوحدكن ..إلا أن مصيبة أخيك وموته في ديار الغربة ومقولة القائلين بأنه لربما قتل نفسه بالخطأ لعدم معرفته في استخدام البندقية كانت دائما ترعبك ..اللعنة ..يالله ..ماذا سأفعل ؟ ! .. حانت منها التفاتة صوب المقد .. تفتق في ذهنها أمر ..والرجل يحك بمنشاره قطعة الخشب وصديقه يحثه في الإستعجال حينا .والتؤدة حينا آخر .. بهدوء تام وببطء شديد زحفت صوب الموقد ومن دون ان توهج النار التقطت الملقط الحديدي والذي ترتب به النار وقطع الخشب او الروس ..جكته وسط الرماد ... تناولت قطعة قماش سميكة تستخدمها دائما بلفها حول الموقد كستار تحمي القاطنين في الغرفة إن من الدخان الكثيف أو الوهج المنبثق من شدة النار ..وحينها حركت الملقط قليلا ..تأملت نارها ..ما زالت متقدة تحت الرماد ..شيئا فشيئا دبت الحرارة والسخونة في الملقط .. والرجل وقد اخذ منشاره طريقه في المزلاج .. حاول إدخال يده لكسر القطعة إلا أنها مازالت صعبة ..باشر النشر ..وهي تنفخ بهدوء مطلق مع نسمات زفيرها وبين الفينة والأخرى تتأمل طفلتها المتكومة في فراشها تترقب المشاهد برعب مكبوت .. أيقنت المرأة بأنها ان لم تنجز مهمتها فأنها وابنتها مقتولتان لا محالة ..فاللص الزعيم محال ان يتركهما ..لأنه واثق بأنها ستتعرف عليهم .. الثواني تمضي كالبرق والمرأة بدأ العرق ينهمر من جسدها والمنشار يأكل من الخشب الذي أضحى قاب قوسين او أدنى من الكسر ..خاطب الذي بيده المنشار قائلا : المنشار بدأ يحمى أخاف أن ينكسر .. أخرجه ..وطلب القليل من الماء لتبريدها ..استغلت الفرصة ..استلت الملقط الذي بدا محمرا متوهجا ..وبكل الحرص ولئلا يلاحظوا نور التوهج دنت من الباب وهي تداري الملقط بجسدها ... أدخل الرجل يده من الطاقة وهويلامس المزلاج وقال لصاحبه منشارين أو ثلاثة ويكون ..وهنا وبكل قوتها أطبقت بيدها على مرفقه وباليد الأخرى أخذت تحز بالملقط المحموم على يده .. و.. زعيق !! .. أنين ..ولولة ..لا أحد يستطيع ترجمتها ..امتزجت الحرارة مع رائحة اللحم المحروق وتلك اليد التي اضحت كخرقة قماش ووسط ذلك الهيجان يبدو أن اصحابه قد تركوه ايضا .. أفلتت يده .. وظلت واقفة وجلة ..انتبهت الى بكاء طفلتها ونحيبها الذي اضحى عبارة عن أنات وتأتآت .. .. ظلت واجمة خلف الباب .. تترقب ..لربما ساعة أو أكثر .. استيقظ اللص وهويأن بشدة ويصيح في رفقته الذين تركوه ..حاول سحب يده لم يستطع .. سهلت له جر كفه المتهالك ..واخذ يجرجر قدمه .. بقيت هكذا متوجسة الى أن انبلج النها وأشرقت الشمس ... نعم لقد كان حدسها في محله ..أنهم قوم ـ قازي ـ ..ولكنها تجاهلت الأمر حتى أنها لم تروها لأحد ... ومضت الأيام ..وفي يوم شتوي شديد البرودة والثلج يفرش الطرقات والجبال بترافق مع برد زمهرير ..توجهت ومعها ابنتها الى ـ جزيري ـ وفي الطريق لمحت رجلا يتدثر ب ـ كولاف ـ وهو يجر حمارا يمتطيه رجل آخر وقد لف ب ـ كولاف ـ ويبدو عليه الإعياء والمرض وهو يأن ... استوقفتهما مستفسرة عن حال الرجل وبماذا يحس .. تطلعت فيه أنه جد عدوكي قازي ومن صوته ايضا عرفته ..ولكنها تجاهلت ذلك ..فقال الرجل ..وهو ايضا يعرف حق المعرفة أنها هي الفاعلة ... وقال والله يا أختي لا ندري ..مصيبة أحلت بنا ..ونحن منذ اكثر من سنة ..نجوب الآفاق كلما سمعنا بوجود طبيب ماهر عساه يداوي الجرح الذي يبدو أنه لن يندمل ... وما أن اقتربت منه لتلقي نظرة ولمحها حتى قفز من فوق الحمار وهو يولول .......
    يتبع



    ـ ديركا حمكو ـ ا لقسم العاشر ـ الجزء الثامن ... وليد حاج عبد القادر  0b10
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 11:26 pm