المصطفاوية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المصطفاوية

المصطفاوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المصطفاوية


    عندما تتساقط اوراق العمر

    இĦĚŠĘŇஇ
    இĦĚŠĘŇஇ
    المديرون
    المديرون

    عدد المساهمات : 300
    نقاط : 6133
    تاريخ التسجيل : 25/12/2009
    العمر : 33
    الموقع : abasa.yoo7.com
    16012010

    عادي عندما تتساقط اوراق العمر

    مُساهمة من طرف இĦĚŠĘŇஇ

    كلما تأملت العواطف الإنسانية والمشاعر لدى البشر من حب وكره وانجذاب وتنافر ورفض وارتياح وخوف ، وجدت أنني أغوص في بحر عميق جداً وهادئ أحياناً ومتلاطم الأمواج في أوقات أخرى ، وفي كل مرة بعد كل هذا التأمل الصامت أشعر أنني خرجت مبتلى بكل شي إلا بذلك الفهم الحقيقي بالحصول على تلك اللؤلؤة ، لؤلؤة المعرفة الحقيقية الثمينة لهذا الكائن العجيب والغريب الذي يسمى الإنسان.
    غالباً ما نحضر متأخرين في حياة من نحب فنأسى ، ويحضر من يحبنا متأخراً في حياتنا فنشعر بالأسى عليه لأننا لا نستطيع أن نمنحه ما يحلم به وما يتمنى ، هناك أشياء أخرى في حياتنا تقول لنا وله (فات الأوان) ففي أحيان كثيرة نلتقي بالأشخاص المناسبين لنا لكن في الزمن الخاطئ والمكان الخاطئ ، ونقول في قرارة أنفسنا ، لو كنا التقينا من قبل لتغيرت أشياء كثيرة في حياتنا ، ولو عرفناه من قبل لما حدثت وصارت أشياء كثيرة ، لكنه لم يأت إلا متأخراً ، ننظر لهذا الشخص بصمت حزين، بتأمل عميق لكل ما في هذه الحياة التي تجعلنا كل يوم نكتشف أننا نركب دوماً قطارها الذي لا يتوقف ، ونحن فقط ننظر من نافذة عربة هذا القطار فنرى صورة أحلامنا وأمانينا في وجوه بعض البشر ، وندرك جيداً أن تلك الملامح هي الأقرب والأحب والأنسب لنا ، لكننا لم نلتق بهم إلا متأخراً ، بل وفي أحيان كثيرة متأخراً جداً جداً.

    إن العثور على شخص واحد ، نحتاج إليه ويحتاج إليك ، قلب واحد فقط تحبه ويحبك، تشعر معه بذلك الانسجام والتوافق والتناغم الكامل ، أمر صعب جداً ، إنه تماماً مثل العثور على لؤلؤة ثمينة داخل صدفة بحر، وكم من صياد يحالفه الحظ فيحصل على هذه اللؤلؤة ، في الزمن والمكان المناسب، فالصياد لا يعثر على لؤلؤة البحر دائماً، ونحن كذلك أيضاً نظل دوماً نبحث في مغارة الروح السرية عن كائن آخر يشبه ملامح أرواحنا ، ونشعر معه بأننا نتحدث من الداخل بلا قشور أو رتوش أو قناع ، شخص يلامس خيوط الروح ونمتزج معه بكل مشاعرنا وأحاسيسنا ، لكن للأسف لا نجده دائماً ، بل وقد لا نجده أبداً، ونظل نعيش فقط على قارعة الدرب وقارعة القلب وقارعة الزمن وحيدين ومحرومين من هذا الإحساس رغم كل هذا التفاعل والمشاركة مع كل ما يحيط بنا من بشر ومواقف وأحداث.
    تمضي حياتنا بلا إحساس حقيقي من القلب، لأن بوصلة الروح متجهة بعيداً إلى إحساس آخر ، وكائن آخر ، وقلب آخر ، تمضي الأيام جافة ولحظاتنا مملة ، لا نعرف في حياتنا سوى فصل واحد فقط هو فصل الخريف ، حيث لا شتاء ممطر وربيع زاهر مثمر ، تتساقط فيه أوراق أيامنا من شجرة العمر ورقة تلو الورقة ونحن نبتسم بحزن وبصمت ونصمت بأسى ونأسى بمرارة.
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 2:39 am