المصطفاوية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المصطفاوية

المصطفاوية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المصطفاوية


    إحداثيات الشعر الكردي في سوريا

    இĦĚŠĘŇஇ
    இĦĚŠĘŇஇ
    المديرون
    المديرون


    عدد المساهمات : 300
    نقاط : 6091
    تاريخ التسجيل : 25/12/2009
    العمر : 33
    الموقع : abasa.yoo7.com

    عادي إحداثيات الشعر الكردي في سوريا

    مُساهمة من طرف இĦĚŠĘŇஇ الثلاثاء يناير 18, 2011 10:18 am

     إحداثيات الشعر الكردي في سوريا Zagros2009


    إحداثيات الشعر الكردي في سوريا
    كتب زاكروس عثمان
    (وارف الأدب والفن)
    قراءة معمّقة في إشكالية الشعر الكردي بين المضمون واللغة، في التاريخ والحاضر، يسجّلها من منابعها في الشمال الشرق السوري الكاتب زاكروس عثمان، شاهدا على مسيرة الأدب الكردي، والشعر بخاصة، في مسارب الوجود والوجدان الكرديين.


    أولا - جذور الشعر الكردي في سوريا :
    تماشيا مع التوزع السكاني للقومية الكردية ، فان الشعر الكردي في سوريا يشكل جزءا من الأدب الكردي عامة ، بامتداده الفكري والثقافي إلى تركيا والعراق وإيران ، حيث بقيت الصلات الطبيعية والبشرية والثقافية والتاريخية والحضارية قائمة بين أبناء القومية الكردية ، طوال عهد الخلافة العربية الإسلامية والسلطنة العثمانية، حيث لم يعرف الأكراد حدود سياسية تفصل فيما بينهم ، باعتبارهم رعايا تابعين لدولة واحدة، لذلك بقي مسار الأدب الكردي واحدا في سياق الدولة الواحدة التي تحكم القومية الكردية ،حتى قيام الحرب العالمية الأولى 1914 ، حيث طرأت تغيرات كبرى على الخريطة السياسية في البلدان التي لها علاقة بالمسالة الكردستانية في عصرنا الراهن ، فقد انتهت الحرب بقدوم الحلفاء ، الذين وزعوا ممتلكات العثمانيين فيما بين بريطانيا وفرنسا كمناطق انتداب، حيث انتزعت بريطانيا العراق من العثمانيين وأدخلت قسما من الأراضي الكردية في عائدية الدولة العراقية الحديثة التي شكلها الانكليز في 1920 ، وفي نفس الفترة انتزعت فرنسا سوريا من العثمانيين وأصبحت أجزاء من الأراضي الكردية منضوية تحت حدود الدولة السورية الحديثة التي أسسها الفرنسيون ، وبذلك تم وضع حدود سياسية بين أبناء القومية الكردية ،بعد توزيعهم بين الدول الناشئة في المنطقة ، ليصبح هناك أكراد من التبعية التركية أو العراقية أو الإيرانية أو السورية ، ولهذا فان مصطلح الشعر الكردي في سوريا مصطلح حديث يعود إلى فترة الانتداب الفرنسي على سوريا 1920، وبالتالي فان الشعر المنسوب إلى أكراد المناطق الكردية التابعة للدولة السورية بعد هذا التاريخ هو الذي يعرف بالشعر الكردي في سوريا .


    ثانيا – محنة الأدب الكردي قديما :
    لم يحظى الأدب الكردي بالظروف المناسبة التي تساعد على نموه وازدهاره ، أسوة بآداب الشعوب المجاورة، حيث ألقت الأحوال السياسية بظلالها القاتمة على الأدب الكردي ، لتهوي به نحو الانحطاط والضمور ، ذلك لان الأكراد حرموا من تأسيس دولة تهتم باللغة والأدب الكرديين ، حيث أهملت اللغة الكردية قرون عديدة حتى كادت أن تتحول إلى لغة شفاهية ، نتيجة السيطرة الأجنبية المتواصلة على القومية الكردية ، حيث فرضت الدول المسيطرة لغتها القومية كلغة رسمية على القومية الكردية ، لتصبح هذه اللغات الأجنبية لغة الإدارة والتجارة والتعليم والعلم والكتابة والتأليف ، مقابل تجاهل اللغة الكردية التي اقتصر تداولها بين الأكراد في منازلهم وقراهم ، ففي عصر الخلافة العربية الإسلامية كانت السيادة بلا منازع للغة العربية لدوافع دينية وسياسية ، وفي عهد الدولة العثمانية فقد أصبحت التركية اللغة الرسمية في الدولة ، وهذا ما سمح بتقدم الأدب العربي والتركي والفارسي على الأدب الكردي ، نظرا للارتباط العضوي بين اللغة وبين الأدب ، حيث لا يمكن صناعة أدب مزدهر ، بدون وجود لغة مزدهرة ، ولم يكن حظ اللغة الكردية الإهمال فحسب بل تم محاربتها بشكل منهجي بهدف القضاء على القومية الكردية ،لان اللغة هي وعاء القومية لأية امة ، من جانب آخر وبعد القضاء على الأبجدية الكردية القديمة لم تسمح دول السيطرة بإيجاد أبجدية موحدة يعتمدها الأكراد ليكتبوا بها لغتهم القومية ، لذلك اشتق قسم من الأكراد أبجدية خاصة بهم من الحرف العربي ، بينما اعتمد قسم آخر منهم على الحرف اللاتيني ليشتق منها أبجدية كردية ، وهذا ما زاد من إضعاف اللغة الكردية التي أصبحت مشتتة بين عدة أبجديات وعدة لهجات ، مما اثر سلبا على تطور الشعر الكردي ، ورغم هذه الصورة القاتمة فقد كان هناك دائما قلة من العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء الأكراد ، ممن تمسكوا بلغتهم الكردية ودونوا بها روائعهم الأدبية والشعرية ، وحافظوا عليها من الزوال والاندثار ، واليهم يعود الفضل في بقاء اللغة الكردية على قيد الحياة ، لتشق طريقها إلى النمو والازدهار ، حتى تصبح لغة لكتابة الشعر والأدب والتأليف ، ومن هؤلاء العظماء احمدي خاني 1650 – 1076 م وملاي جزيري 975 – 1050 م وفقي طيران 1375 – 1407 م ، حيث يذكر الدكتور عزالدين مصطفى رسول أن الأكراد بعد العصور الإسلامية الأولى عادوا إلى التدوين بلغتهم الأم، كتاريخ تقريبي منذ عهد الخليفة العباسي المعتصم 795 -842 م


    ثالثا - محنة الأدب الكردي حديثا :
    وفي العصر الحديث ، فقد طبقت حكومات الدول التي يتواجد فيها الأكراد سياسة صارمة ضد اللغة والأدب الكرديين ، ففي سوريا ، تقرر رسميا منع اللغة الكردية في دوائر الدولة وفي وسائل الإعلام وفي المطبوعات وفي التعليم، بل تعدى ذلك إلى محاسبة كل شخص يجرأ على تداول اللغة الكردية شفاهيا ، بالمقابل تم فرض اللغة العربية على أبناء القومية الكردية في إطار سياسة التعريب التي تنتهجها الحكومة بحق القومية الكردية ، فكانت هذه العقبات كافية لمنع تطور اللغة الكردية بين الأكراد السوريين ، وبالتالي إلى تأخر الشعر الكردي في سوريا ، حيث ما زالت غالبية الأكراد السوريين لا يجيدون القراءة والكتابة بلغتهم الأم ، لان قرارات حظرها ما زالت سارية المفعول بل تزداد حدة ، ومع ذلك ، فأن بعض المتنورين والمثقفين واللغويين الأكراد السوريين ، تمسكوا بلغتهم القومية ، وكتبوا أشعارهم وأصدروا المجلات والمطبوعات الكردية بها رغم كل المعيقات، ودعوا أبناء القومية الكردية إلى تعلم لغتهم والمحافظة عليها ، وبفضل جهودهم فقد شقت اللغة الكردية طريقها ، وأصبحت صالحة لتدوين الشعر والأدب .


    رابعا – إشكالية هوية الشعر الكردي في سوريا بين اللغة والمضمون :
    نتيجة للظروف السابقة اضطر الكثير من الشعراء الأكراد في سوريا إلى الكتابة باللغة العربية مثل سليم بركات وإبراهيم اليوسف ، لعدم قدرتهم على كتابة الشعر باللغة الكردية ، وهنا ظهرت إشكالية هوية هذا الشعر ، هل هو شعر كردي أم شعر عربي ، وانقسم النقاد، بين قائل انه شعر كردي، بينما فريق آخر يرى أن هذا الشعر لا يمكن أن يكون كرديا ، حتى لو كتبه شعراء أكراد ، وحتى لو التزم هذا الشعر بالشأن الكردي ، لأن هوية الشعر يتحدد في النهاية باللغة التي كتب بها ، وطالما هؤلاء الشعراء الأكراد يكتبون باللغة العربية فان أشعارهم تنسب إلى العربية ، وما زالت هذه الإشكالية موضوع خلاف ، لذلك لن نقف على تجربة الشعراء الأكراد في سوريا ، الذين يكتبون باللغة العربية ، طالما هناك اختلاف حول هويته ، لنركز على الشعر الكردي في سوريا المكتوب باللغة الكردية ، لاعتقادي أن الشعر الكردي هو الشعر المكتوب باللغة الكردية حصرا وليس بأية لغة أخرى .


    خامسا – انطلاقة الشعر الكردي في سوريا :

    يشير الأستاذ عمر حيدر إلى التجارب الشعرية الأولى ، التي بدأت بالشاعر قدري جان 1911 – 1972 الذي بدأ بكتابة الشعر الكردي في ثلاثينات القرن العشرين ومع كثافة إنتاجه الشعري إلا أن الباحثين لم يعثروا له على أعمال مطبوعة ، بل اكتفى بنشر أعماله في مجلة هوار hewar ، حيث يجمع المهتمون بالشعر الكردي على أن تجربة قدري جان تتميز بمحاولة التجديد في الشعر الكردي ، والخروج به من قيود القصيدة التقليدية ، خاصة من ناحية التجديد في الميزان الشعري وموسيقا القصيدة ، ثم يأتي كاميران بدرخان ، ليعتمد على الفلكلور ، في تحرير الشعر الكردي من الشروط الصرامة لعلم العروض ، وقد ترك لنا ديوان مطبوع بعنوان ،، قلب أبنائي ،، ط . دمشق 1932 ، انشغل كاميران مثل بقية أفراد الأسرة البدرخانية بالهم القومي والسياسي و الدراسات اللغوية ، على حساب أعماله الشعرية التي كانت قليلة للغاية ، واستمرت تجارب كتابة الشعر الكردي في سوريا على يد جلادت بدرخان 1897- 1951 الذي نشر قصائده في جريدة hewar التي كان يرأس تحريرها ، ويعتبر أيضا من المجددين ، كونه امتلك رؤية خاصة في كتابة الشعر تبعده عن القصيدة الكلاسيكية ، وهكذا استمرت القصيدة الكردية في سوريا تشق طريقها حتى وصلت مرحلة الستينات من القرن العشرين ، حيث ظهر جيل جديد من الشعراء الأكراد تأثروا بالشعراء الرواد ، ليتابعوا محاولاتهم في بناء القصيدة الكردية ، ومن هؤلاء شوكت نعسان الذي نشر قصائده في مجلة جيا çiya الصادرة في ألمانيا ومجلة كلاويز gelawêj ، وقد تأثر بقدري جان من ناحية التعبير الشعري ومن حيث منهجه الفكري ، ونتيجة انصرافه إلى المحاماة والسياسة فقد انشغل عن كتابة الشعر ، نجد هنا أن العقبات التي حالت دون نشر قصائد هؤلاء الشعراء بالشكل الأمثل ، قد منعت وصولها إلى جمهور قراء اللغة الكردية وهم قلة ، وكذلك فإنها لم تصل إلى يد الشعراء الآخرين ، مما اضعف من تأثير هذه التجارب الشعرية في الأجيال التالية من الشعراء الأكراد في سوريا ،الذين تابعوا طريقهم في كتابة الشعر الكردي في ظروف بالغة الصعوبة ، ليظهر اسم الشاعر الكبير جكرخوين cegerxwîn 1903 – 1984 الذي استطاع أن يؤسس مدرسة متكاملة للشعر الكردي في سوريا ، لأنها تجربة غنية وناضجة تضمنت كافة المقومات التي أعطت أشعاره تمايزا من حيث بناء شكل القصيدة حيث اعتمد على البناء الكلاسيكي ، ومن حيث الأوزان الرنانة والإيقاع الموسيقي القوي والصاخب ومن حيث دقة التعبير واختيار التراكيب بعناية والاعتماد على المفردات الشعبية المتداولة بين الناس بطريقة السرد ، والالتزام بالأسلوب الرصين، أما من حيث المضمون فقد مثل شعر جكرخوين عصره خير تمثيل فقد التزم في قصائده بقضية الشعب الكردي وأضاف إليها نفحة من الإيديولوجية اليسارية والاشتراكية التي كانت في أوجها بين الأوساط الكردية آنذاك ، فقد تناولت أشعاره جوانب مختلفة من حياة المجتمع الكردي ، فكتب الشعر السياسي داعيا الشعب الكردي إلى النهوض واليقظة للمطالبة بحقوقه المشروعة ، في الوقت الذي ندد بالظالمين الذين سلبوا هذه الحقوق ، وكتب الشعر الاجتماعي مركزا على قضية الصراع الطبقي ليفضح استغلال الإقطاعيين للفلاح وخداع رجال الدين لعامة الشعب ، وكتب الشعر الإنساني فقد دعا إلى المحبة والإخوة والعدالة والمساواة والسلام بين الشعوب ، وقدم قصائد عاطفية بالغة الروعة ، وقد تميز جكرخوين بغزارة إنتاجه الأدبي ، ومن أعماله المطبوعة ثمانية دواوين شعرية وقصة واحدة ، و دراسات تاريخية ولغوية ، لكل ذلك فقد تجاوز تأثيره أكراد سوريا إلى الأكراد عبر الحدود ، وبلغ صيت قصائده الأوساط العربية والتركية والفارسية ولقيت الاهتمام من الباحثين والنقاد الأوروبيين ، وبذلك تربع جكرخوين على عرش الشعر الكردي واحتل مكانة مرموقة بين كبار الشعراء الأكراد ، ليترك بصماته على ساحة الشعر الكردي حتى اليوم ، حيث أصبحت الجكرخوينية مدرسة يقتدي بها أجيال من الشعراء الأكراد، فقد عجز الكثيرون عن تجاوز تأثيرها ، والى جانب جكرخوين برز شاعر كردي آخر هو اوصمان صبري osman sebrî1905 – 1993 وكان أسلوبه يشبه أسلوب جكرخوين من حيث هيكل القصيدة واختيار العبارات والموسيقا ، إلا أن تجربة صبري متأثرة بكلاسيكية الشاعر الكردي الكبير ملاي جزيري melayê cezîrî ، ولكنه كان متأثرا أيضا بالمد التحرري والمطالبة بحق تقرير المصير للشعوب المضَطهدة ، والدعوة إلى الحرية والعدالة والسلام ، والالتزام بقضية الإنسان ، ومن أعماله المطبوعة ديوان شعري بعنوان bahoz ،، العاصفة ،، وكتاب ،،آلامنا ،،وقصة ،،الأبطال الأربعة،، وقصائد جمعها الأستاذ حمه رش hemereş وطبعها في ألمانيا باسم apo وقصائد أخرى للشاعر جمعها الشخصية الثقافية الكردية ، أ . باليa .balê وطبعها في 1998 بالسويد بعنوان عثمان صبري ، وقد برز تأثير جكرخوين وعثمان صبري في كل من الشعراء الأكراد : تيريز tîrêj و كلش keleş و بي بهار bêbûhar و صالح حيدو وشعراء آخرون ، من حيث هيكلية القصيدة والأسلوب واللغة والمضمون الشعري ، وما يلاحظ هنا أن معظم هؤلاء الشعراء قد تلقوا تعليمهم في المدارس التقليدية الدينية ،، الكتاتيب ،، ولكن في بداية السبعينات من القرن الماضي ازداد عدد المتعلمين الأكراد الذين دخلوا المدارس العربية الحديثة في سوريا وأكملوا دراساتهم العليا في الجامعات السورية والعربية والأوروبية ، مما أتاح لهم الفرصة في امتلاك ثقافة عصرية جديدة والاطلاع على التجارب الأدبية لدى الأمم الأخرى ، لتظهر أجيال جديدة من الشعراء الأكراد في سوريا ، ممن شهدوا مرحلة التحول من الإيديولوجية الاشتراكية إلى الأفكار الليبرالية والديمقراطية ، مما دفعهم إلى الرغبة في التحرر من تأثير المدرسة الجكرخوينية ، التي اعتبروها مدرسة كبيرة قد أدت وظيفتها الأدبية والسياسية على أكمل وجه ، حيث مثلت مرحلتها على أكمل وجه ، ولكن دورها انتهى ألان بتبدل الظروف السياسية والاجتماعية في المجتمع الكردي ، ويجب البحث عن تجارب شعرية جديدة تواكب الأحداث والمستجدات والمتغيرات التي يمر بها العالم والمجتمع الكردي ، ومن هنا فقد شهد الشعر الكردي في سوريا إرهاصات التغيير والحداثة في العقدين الأخيرين من القرن الماضي ليدخل مرحلة حقيقية من التطور ، على يد مجموعة من الشعراء ، منهم بخت رش bextreş الذي وجد أن وظيفة الشعر لا تقتصر على وصف الحدث والدوران من حوله بإبداء المشاعر والعواطف حياله ، بل على الشاعر المشاركة في صناعة الحدث ، ومن الشعراء المجددين دحام عبد الفتاح و روخاش زيفار ، حيث دلت أعمالهم على النضوج الفني للقصيدة الكردية الحديثة في سوريا ، التي شهدت ابتكار مفردات وتعابير جديدة ، واستخدام وسائل فنية حررت القصيدة من شروط الشعر الكلاسيكي ، حيث أصبحت اللغة أكثر انسيابية والصورة أكثر شفافية ، وباتت الموسيقا مختزنة في مضمون القصيدة ، واليوم فان شارع الشعر الكردي في سوريا يشهد طفرة في ولادة شعراء كثيرين خاصة بعد عزوف العديد منهم عن الكتابة باللغة العربية والتحول إلى الكتابة باللغة الكردية ، لنجد أسماء رويار أمدي و تنكزار ماريني و آواز كالو، وأسماء نسوية مثل ديا جوان وبيوار ابراهيم ونسرين تيلو وشيرين كيلو ، وما يلاحظ في هذا الجانب أن الشعراء الأكراد المعاصرين لم يكتفوا في التحرر من القصيدة الكلاسيكية أو متابعة تقليد القصيدة الحديثة ، بل أن البعض منهم خاصة جيل التسعينات ، يحاول تجاوز قصيدة الحداثة إلى تجارب خاصة أكثر تطورا ، لكتابة الشعر الغرائبي كنوع من المحاكة لتجربة متقدمة لسليم بركات كما هي محاولات اللغوي والشاعر آرشك بارافي arşek baravî أو محاولة الشاعر تنكزار ماريني tenkezar marînî في مقاربة مذهب ادونيس لكتابة القصيدة الرمزية بكل تعقيداتها اللغوية والأسلوبية والبنائية .


    سادسا – مميزات و مكانة الشعر الكردي في سوريا :

    الشعر الكردي بمدارسه الكلاسيكية أو الحديثة ، يشبه الشعر الفلسطيني من جهة منهجه الفكري والإيديولوجي، حيث يلتزم غالبية الشعراء طواعية بمقولة أدب القضية ليجعلوا وظيفة الشعر في خدمة قضيتهم القومية ، ولهذا يغلب عليه الطابع السياسي ، وهذا لا يعني إهمالهم لأغراض الشعر الأخرى ،بل أنهم تناولوا في قصائدهم مختلف جوانب حياة مجتمعهم ، والتزموا بالقضايا الإنسانية كالدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان وطرح قضية المرأة والدعوة إلى المساواة والسلام ، والمطالبة بحق الشعوب في تقرير المصير ، والتعاطف مع القضية الفلسطينية ، ومع ذلك فأن الشعر الكردي في سوريا لم يحقق انتشاره الواسع ليس عربيا وعالميا فحسب بل حتى بين الأوساط الكردية ، وهذا لا يرجع إلى فقر التجارب الشعرية الكردية أو إلى انعدام شعراء كبار عجزوا عن شق طريقهم إلى العالمية ، بل إلى الظروف السياسية السائدة التي لا تسمح بطبع أو نشر أو ترجمة أعمال الشعراء الأكراد إلى اللغات الأخرى ، مما يعني عدم اطلاع الآخرين على الشعر الكردي بما فيه الكفاية ، ومن جانب آخر لم يكن العالم حتى الأمس القريب مهتما بالشعب الكردي حتى يهتم بثقافته وآدابه ولغته ، ولم تظهر مؤسسات ثقافية كردية حتى توصل الأدب الكردي إلى العالم ، وبالمقابل فان الآخرين اكتفوا بالتعامل مع الآداب المكتوبة باللغة العربية كونها اللغة الرسمية في الدولة التي تتعاطى ثقافيا مع دول العالم بهذه اللغة فقط ، ليكون نصيب الشعر الكردي هو الحرمان ، فالشاعر جكرخوين يستحق مكانة بين الشعراء العالميين ، ولكنه لم يحظى بها لمجرد انه كتب شعره باللغة الكردية ، ولان سليم بركات فعل العكس وكتب بالعربية فقد حقق مكانة عالية في الوسط العربي والعالمي ليتحول إلى مدرسة أدبية قائمة بحد ذاتها ، ولهذا فقد اقتصر اهتمام الآخرين بالشعر الكردي على المختصين الأوروبيين والروس والأمريكان ، من المستشرقين والكوردلوجيين ، وحتى ينال الشعر الكردي مكانته المستحقة في الشعر العالمي ، يجب تعريف العالم بهذا الشعر ، عبر طباعته وترجمته إلى اللغات العالمية ، وإقامة علاقات ثقافية مع المؤسسات الأجنبية المختصة ، ومثل هذه الآليات إلى اليوم غير متوفرة لدى أكراد سوريا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 2:04 am